مايلي سايرس وشاكيرا: كيف يختلف أسلوب التخطي بين فتاة وأخرى
شاكيرا ومايلي، مغنيتان عبرتا عن إنفصال حقيقي من خلال أعمالهما الجديدة. أصدرت مايلي سايرس أغنية بعنوان Flowers تردّ بها على زوجها السابق ليام هيمزوورث. ودرست مايلي أقل التفاصيل في الأغنية ليكون الرد كاملًا ومناسبًا، فقد إستخدمت أغنية زفافها وهي when i was your man، للمغنى العالمى برونو مارس وحوّلتها إلى أغنية عن فتاة يمكنها أن تكون وحدها وسعيدة. كما طرحت مايلي الأغنية يوم 13 يناير أي يوم عيد ميلاد ليام. وبحسب مصادر غير رسمية، ارتدت مايلي بدلة ليام ورقصت بها وكانت هي البدلة نفسها التي ظهر فيها وهو يطلب منها أن "تتصرف بلياقة" في إحدى المقابلات، كما ذكرت مصادر أخرى أنّ مايلي ارتدت فستانًا ذهبيًّا يشبه الفستان الذي ارتدته الممثلة جينيفر لورانس في العرض الأول لفيلم Hunger Games، لتلمح أن هيمسوورث خانها مع زميلته في العمل، والإشاعة الأخيرة هي أنّ مايلي صورت في المنزل الذي خانها به هيمزوورث.
أمّا شاكيرا، فكانت أوضح بتعبيرها، حيث ذكرت الفنانة الكولومبية بأغنية جديدة إسم حبيبها السابق "بيكيه"، ونسفت شاكيرا ماضي بيكيه وتاريخه وفضحت تفاصيل خيانته وكيف تحملت والدته. انتقد الكثير شاكيرا لأنّ أغنيتها "سلّعتها" كامرأة وكانت أغنية كراهية تجاه حبيبة بيكيه التي خانها معها. وانتقاد شاكيرا هنا أتى من دون الأخذ بالاعتبار أنّ الأغنية هي Diss song ولا يوجد اي صوابية سياسية في هذا النوع من الأعمال، ولا يمكن أن ننسف تاريخ شاكيرا ومشاعرها فقط لأنّها لا تتماشى مع أفكارنا النسوية، فهي بالأخير لا تستغل أحد أو قضية، هي فقط تشتم حبيبها السابق وحبيبته الجديدة وأمّه.
نحن أمام نموذجين من النساء. لكل منّا ومنهنّ الحق بأن يعبّر ويشتم، ويمكننا أن نقارن أنفسنا بالسيارات والساعات ويمكننا أن نكتفي بكلمات جميلة هادئة، ولا يوجد قوانين تحكم طريقة تعبيرنا، بل يوجد فكرة واحدة، أنّ الشابتين كُسر قلبيهما. اختارت شاكيرا ألّا تكون هادئة، وضعت دمية على شكل ساحرة على شرفة منزلها مقابل شرفة منزل والدة بيكيه واختارت أن تلعب الأغنية طوال اليوم أمّا مايلي فقد اختارت أن ترينا حياتها الجديدة بعد ليام، تمارس الرياضة وتكتفي بنفسها وتعتمد أسلوب حياة صحي وهادئ. ردود فعلنا بعد الإنفصال غالباً ما تكون مختلفة، منّا من يطمح للهروب وإسكات المشاعر، وهذا ظهر في أغنية Escapism لRaye وهي أغنية تتلقى الكثير من الشهرة والاهتمام الآن. حيث تروي المغنية قصة فتاة تركها حبيبها فبدأت تبحث عن كل الوسائل لتسكت هذا الإنكسار، وهي وسائل غالباً ما تكون غير صحية وفقط بهدف أن تمر الليلة من دون أن نشعر بألم الإنفصال. اعترفت بالأغنية بألم الإنفصال وعكس مايلي وشاكيرا، هي لم تعتمد وسيلة انتقام، بل انتقمت من نفسها كي تخفي مشاعرها وتسكتها، وقالت أنّها "لا تريد أن تشعر بما شعرت به الليلة الماضية" أي حينما تركها حبيبها. اعترفت المغنية بانكسارها كأي أغنية حزينة عن الإنفصال لكن كانت صريحة أكثر ومن دون كبرياء وقالت أنّها تريد أن تفعل كل الأمور غير الصحيّة كي تخدّر مشاعرها.
لا يوجد أغنية واحدة عن الإنفصال لأنّه لا يوجد بطبيعة الأحوال نوع واحد من الإنفصال. يمكننا أن نجد أرشيفًا كاملًا من أغاني الإنفصال. ويمكننا أن نشاهد أمامنا ردود أفعال النجمات الحقيقية لأنّهن ببساطة مشهورات ونحن نهتم بأن نعلم كي تتخطى النجمات أي إنفصال أو أي إنكسار. لكل منّا طريقته بالتعبير ورحلته الخاصة بالشفاء والتخطي سواء أردنا أن نسلّع أنفسنا ونشبّه حبيبة الأكس الجديدة بسيارة رخيصة أو إن أردنا أن نقتل المشاعر أو أن نمارس الرياضة.
القاسم المشترك بين ما يحدث هو وجود رجل بغيض أو توكسيك. أي أنّ ردود الفعل ستختلف وسنتفق على أمر واحد وهو أنّ هناك سبب مشترك لكل هذا، فـ"بيكيه" كان رجلًا سيئًا وبطبيعة الحال "ليام" لم يكن أفضل منه، والمثير بكل هذا أنّ النجمتين استغلتا هذا لصناعة المزيد من الأموال وللتألق والنجاح، وهذا أيضاً أفضل ردّ فعل يمكن أن نتعلمه بعد أي إنفصال، على الرغم من أنّنا لسنا نجمات مع فريق كامل ومدراء أعمال ومن الصعب أن نستثمر باي إنفصال وعلينا أن نلجأ لوسائلنا الخاصة.
الإنتقام أو الردّ ليس ضروريًّا مع النهايات، لكنّه أيضاً ليس خطأ. هناك من يعيب المرأة التي تعود لتنتقم من علاقة قديمة ولترد عليها، وأحياناً نحن أمام أحكام غريبة مثل أنّ التخطي وعد الردّ Classy أكثر والردّ هو أسلوب رخيص وضعيف. لكن بجميع الأحوال، هو أسلوبنا الخاص الذي أراح مايلي وشاكيرا والذي ساعدهما على ربح المزيد من الأموال.
أخيراً، مهما كانت هذه الوسائل، فهي صحيحة، المهم ألّا نعود للبغيضين وأن نصعد من دونهم وألّا نعلق بدواماتهم، ويمكننا أن نحاسب أنفسنا لاحقاً على وسائلنا الغريبة.